يروى أن كسرى ملك الفرس جمع حاشيته في يوم من الأيام وأخبرهم انه يفكر في مصاهرة العرب
انتفض وجهاءه ووزراءه قائلين كيف لنا نحن الفرس ونحن من يحكم العالم ولدينا أكبر الجيوش ولدينا ثروات أن نصاهر الحفاة العراة رعاة الإبل ؟
كسرى كان رجلاً حكيماً وفيلسوفاً فسكت عنهم ولم يجادلهم
لكن بعد فترة جمعهم وأتى بصندوق فيه عقد مرصع بالجواهر والياقوت عقد ثمين جداً
ثم قال لحاشيته هذا العقد جائزة لمن يخلع ملابسه فيكم أولاً كما ولدته أمه
في خلال وقت قصير صار كل من بالمجلس من وزراء ومستشارين وعلية القوم
عراة كما ولدتهم امهاتهم وكل منهم يجادل الآخر أنا خلعت ملابسي اولاً ليفوز بالعقد .
وجلسوا يتجادلون حتى وصلوا لمن اثبت انه تعرى اولاً وفاز بالعقد بالفعل
مرت فترة ليست بطويلة وقال كسرى لوزيره سمعت بأن هناك حداداً عربياً في المدينة فأحضره لي
وبالفعل ذهب وزيره وأحضر الحداد , وكان الحداد قلقاً خائفاً , وعندما دخل على كسرى مجلسه ورأى وجهاء القوم عنده زاد قلقه
لكن كسرى قال له لا تخف أتيت بك لأمر ينفعك .
وأحضر كسرى نفس الصندوق وأخرج منه عقداً لا يقل جمالا أو قيمة عن سابقة
ظن من في المجلس أن كسرى سيعيد نفس الأمر من جديد والكل وضع يده على ثيابه مستعداً لخلعها.
لكن التفت كسرى للحداد وقال له هذا العقد قيمته 20 الف ديناراً ذهبياً وهو لك ان نزعت عنك ثيابك كما ولدتك أمك.
رد الحداد وقال " والله لو اعطتني فارس كلها وجعلتني ملكاً عليها على أن أنزع عمامتي ما نزعتها "
التفت الناس له متعجبين من كلامه.
ثم التفت كسرى لحاشيته ونظر لهم نظرة احتقار وقال لهم ,
"نحن الفرس لدينا الملك و الشجاعة ولكن ينقصنا الشرف الذي أردت مصاهرة العرب من أجله"
