فماذا كان هذا الطلب التي طلبته جهنم من الله ؟
ثبت في الصحيحين من حديث أبو هريرة رضى الله عنه أن
النبى صلى الله عليه وسلم قال
(اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا،
فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ،
فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ
الزَّمْهَرِيرِ.)
ومن الأمور المهمة التي وردت في هذا الحديث أن النار بها شدة برد أيضاً فليست حاره
فقط بل العذاب فيها يتنوع ومنه عذاب ببرد شديد
وهو ما ثبت أيضاً في القرآن الكريم في قوله تعالى في صورة ص
هَٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا
فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)
وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)
وقد قال الحسن البصري رحمه الله في تفسير الآية ( وآخر من شكله أزواج )
ألوان من العذاب.
وكون ان لهذا الأمر أثر في دنيانا ونشعر به مع شدة الحر في فصل الصيف وشدة
البروده في فصل الشتاء
فهذا من الأمور التي تذكرنا بالله عز وجل وتذكرنا بالعذاب فتذوق هذا القدر البسيط
منه في الدنيا يجب ان يكون دافعا لنا لنبتعد عنه في الآخرة بطاعة الله والبعد عن المعاصي وكثرة الإستغفار
فأسأل الله ان يقينا واياكم شر عذاب النار حرها وبردها وأى مما فيها من الوان
العذاب