في زمن الإنترنت هناك العديد من الأمور تسمى بغير مسمياتها , وتحصل على معاملة غير ما تستحقه , نجد المتعرية تسمى فنانة ونجد الأحمق يسمى كوميديان , ونجد المحترم الوقور يسمى بالمتخلف الرجعي
ومع انتشار تطبيقات مثل التيك توك TikTok وما يشابهه من تطبيقات رأينا العجب من شباب عرب يفعلون أمور مستقبحة للحصول على المال والشهره
لكن كذلك ظهرت فئة للأسف كثير من الناس يعتبروهم فئة محترمه فئة مصلحة لكن في الحقيقة هم من أسوأ الفئات التي ظهرت على الإطلاق
وهم تلك الفئة التي تأتي بكل مصائب تلك التطبيقات وتعرضها ثم تبدأ بإنتقادها والسخرية منها وكأنهم الفضلاء الذين يسخرون ويحقرون من الرذيلة لكن في الحقيقة هم قوادون لا أكثر
القواد هو ذلك الشخص الذي لا يمارس الرذيلة بنفسه لكنه متربح منها , أو يعين عليها ومستفيد منها بشكل من الأشكال
ستجد اليوم العديد من القنوات يظهر فيها شاب يجلب مقاطع التيك توك وغيرها ويبدأ بالسخرية والضحك وإنتقاد ما يفعلونه تجده يقول هذا عيب هذا خطأ ويضعه في اطار من السخرية الملفت للمتابعين له
فيبدا الناس تمدحه على فعله وكيف هو المحارب المواجه لتلك الحثالة كما يدعي
لكن هل فكرتم قبل مدحه قليلا ما الذي يفعله بالضبط؟
هو فعلياً أكثر من يشهر هؤلاء هو من يأتي بأمور مختبئة في أعماق تلك التطبيقات ويظهرها ويحصد الفيديو الخاص به على مشاهدات بالملاين وأرباح بمئات الدولارات
يأتيك بتلك العارية ويعرضها عارية ويقول قلة أدب
فتشكره الناس وتمدحه على أخلاقه الراقية
لكن ما الفرق بالضبط بينه وبين القواد , هو أتى بالعري وتربح منه
من يريد ان ينتقد أو يصلح لن يشهر هؤلاء ولن يعرض العري على الناس , لا يحتاج الناس أن يرو العري ليعرفوا ما هو
المصلح سيقول لك ان من يتعرون هؤلاء يضيعون أنفسهم سيندمون على تلك الأفعال دون عرض صورهم وفيديوهاتهم
لا أن يأتي بهم بل يجعل من أسوأ صورة ممكنه هي الصورة المعبرة عن الفيديو ليجتذب المشاهد ويجعله يضغط ويرى الفيديو
والمشكلة أن كثير من الأهل يمنعون أطفالهم عن مشاهدة العري في تلك التطبيقات لكن يسمحون لهم بمشاهدته عبر تلك القنوات يظنون أن هذا الساخر مصلح شخص سيعلم ابنائهم الإبتعاد عن السئ والفضيلة
لكن في الحقيقة هو يعلمه نوع جديد من الخلق السئ يجعله يريد أن يصبح مثله عارض لشتى أنواع الفسق والفجور
طالما الناس تعتبره مصلح
الشخص الذي نشر فيديو سئ له اكتسب اثمه واثم كل من شاهده ونشره والناشر يكتسب اثم أيضاً
ما بالكم بشخص ينتقي اسوأ الفيديوهات تلك وينشرها أياً كان ما سيقوله هو يتاجر بهم كما هم تاجروا بأنفسهم
أخطر االمفدسين هم المتلبسين ظاهراً بثوب الفضيلة , أنا لا أعفي اى شخص يصنع فيديو ويتعرى فيه او يفعل شئ مخزي
لكن هذا لن يغير أن من يستغلون تلك الفيديوهات لتكون مادة يقدمونها ويتربحون منها هم أسوأ وأخطر
فكم من مرة لم تسمع عن تلك المتعرية في حياتك لكنك وجدتها أمامك في فيديو لشخص ينتقدها ويعرض عريها
كم من مرة لم تسمع عن ذاك السفيه الذي يفعل أمور مخجله لكنك مررت به في فيديو من ينتقده ويسخر منه
سموا الأمور بمسمياتها فالتسمية الصحيحة ستفرق كثيراً في حكمكم على الأمور