يروى أنه في أحد سجون المانيا في الستينيات , كانت معاملة السجناء في أسوأ أحوالها في ذلك السجن , وكان الحراس يتفننون في مضايقة السجناء وإساءة معاملتهم ما عدا سجين واحد اسمه "شميدث" وبالرغم انه محكوم عليه بمدة سجن طويلة إلا انه كان يتم معاملته أفضل معاملة لدرجة جعلت من السجناء الآخرين يظنون أنه تابع لأحد الأجهزة الامنية أو أنه مسؤول سابق , وكان دائما يؤكد لزملاءه أنه سجين عادي جداً مما زاد استغرابهم , بل وشكهم فيه أنه ربما يكون يبلغ الحراس عنهم مما يدفعهم لمضايقتهم
وظل المساجين يلحون عليه ليعرفوا منه الحقيقة , وقد قرر أن يفضفض لهم ويخبرهم
لكنه بدأ بسؤال غريب لهم , قال لهم ماذا تكتبون في رسائلكم الأسبوعية لأهلكم؟
فردوا عليه قالوا نخبرهم عن سوء معاملة الضباط لنا , ونذكر لهم طرق مضايقتهم وأسماءهم ومن نكرهه منه
فرد عليهم وهو يبتسم هذا هو خطأكم , أنا اكتب عن حسن معاملة الضباط وعن كيف أنهم يجعلون السجن كأنه جنة وأذكر أسماء بعضهم وامتدحهم في خطاباتي
فتعجب السجناء من كلامه وقالوا كيف ما نفعله نحن خطأ ؟ وما علاقة ما تفعله أنت بكل الإمتيازات التي تحصل عليها وحسن المعاملة؟
قال لهم : الضباط يقرأون جميع الرسائل , فيرون رسائلكم التي تسبهم وتهينهم فجعلونكم تعانون ويقرأون رسالتي التي تمدحهم فيكرمونني
فبدأ المساجين بتغيير محتوى رسائلهم لمدح الضباط , والشكر في حسن معاملتهم
وانتظروا ان يتم مبادلتهم بمعاملة حسنة , لكن تفاجئوا بمعاملة أسوأ من السابق حتى "شميدث" أصبح أكثر شخص يعاني ويهان
فذهب مسرعاً لزملائه وأخبرهم ماذا كتبم في رسائلكم , ماذا فعلتم لتتحول المعاملة معي بهذه الطريقة ويزداد عقابهم لكم
فرد بعضهم لم نفعل شئ لقد كتبنا أن "شمديث" علمنا حيلة جيدة لنتعامل مع هؤلاء الضباط الملاعين ونضحك عليهم وننافقهم ليحسنوا معاملتنا
نزل الأمر كالصاعقة على رأس "شميدث" واكتشف ان فضفضته البسيطه ومحاولته المساعدة ستجعله تعيسا طوال مدة حبسه
العبرة من القصة
لا يجب ان تخبر أسرارك أو تفضفض لأشخاص دون ان تعرف ما حدود أفعالهم او هل يصونون ما ستقوله أم لا
كذلك عليك ان تفكر قبل تقديم المساعدة بالعواقب التي قد تنتج عنها مما قد يعود عليك بضرر أكبر